كيف تملأ حياتك الزوجية بالسعادة ؟
ندرك جميعا حكمة الله تعالى التي جعلت من الزواج سر البقاء والوجود والحياة كما أشارت لذلك مجلة حرة النسائية ، ولكن هذه العلاقة المقدسة لها سماته الخاصة في وجود الإنسان وحياته، والتي تخصها دون العلاقات الأخرى، فلا بد أن نعطي هذه العلاقة مزيدا من الاهتمام حتى تملأ السعادة حياتنا.
الحياة الزوجية
فقد تجلت قدرة الخالق سبحانه وتعالى في الإبقاء على حياة النبات بأن جعل من رائحة الأزهار وجمالها ورحيقها ما يجلب إليها الحشرات لتقوم بمهمة الإبقاء على نوعها، أما نحن البشر فإن الزواج لدينا علاقة مقدسة تسمو على سائر العلاقات، لها جوانبها المختلفة التي تقوم عليها، وهي جوانب مترابطة متعاونة، تؤكد وتقوي دعائم الأسرة والمجتمع، إنها علاقة متشعبة متكاملة تجمع الجانب الوجداني والعاطفي والفكري في سبيل الإبقاء على هذا الكون الرحب العظيم في إطار عبادة الله القادر الحكيم.
لقد وضع الدين هذه العلاقة في مرتبة القداسة، فلا بد للرجل أن يحاول دائما أن يؤكدها ويعمقها ويعتني بها حتى يكون دائما سكنا لزوجته، كما تكون هي سكنا له، يعيشان دائما في ظلال السكينة والأمان والود والرحمة، وراحة البال مع التكيف والتفاهم والرضا، وبذلك تسير الحياة بهدوء وتستمر رحلة الحياة حتى النهاية.
طالع ايضا : حضري بنفسك ماسك البروتين المكثف للعناية بالشعر
ونقول لكل مقبلة على الزواج: إن علاقتك بزوجك تختلف تماما عن علاقتك بالآخرين في هذه الحياة، إنها علاقة لها سماته، فهي علاقة تسمو على كل العلاقات، وقد وضعها الدين في مرتبة القداسة، فلا بد أن نؤكدها ونعمقها حتى تكون دائما سببا للخير والسعادة لكلا الزوجين، فالزوجان لا بد أن يخدم كل منهما الآخر، وهنا أحب أن أحذر كل زوجين يودان الحفاظ إلى سعادتها بأن يحترم كل منهما الآخر، بينه وبين نفسه، ثم بينه وبين الآخر، وأخيرا بينه وبين الناس، فلا يجرح أحدهما الآخر، ولا يتلفظ له بالألفاظ النابية، ويحرص كل منهما على مشاعر الآخر.
نصائح لحياة زوجية ممتعة
اكسري الروتين في حياتك الزوجية فالتجديد يطرد الملل والضيق، ولكي تجدي الحب باستمرار يمكن أن يقوم الزوج بقضاء سهرة بين فترة وأخرى بعيدا عن المنزل والأطفال حتى يتجدد الحب.
إن أسس بناء الزواج السعيد ثلاثة هي: السكينة، والمودة، والتراحم، قال تعالى: { وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً } (الروم: 21).
فالسكينة هنا تعني سكن القلوب وسكن العاطفة، والمودة الاستقرار النفسي وحسن المعاملة، والمودة أيضا هي الشعور المتبادل بالحب الذي يجعل العلاقة قائمة على الرضا والمودة والسعادة.
أما الرحمة فهي نبع الرقة والأخلاق العظيمة في كل من الزوجين.
وإذا كانت الأسرة دعامة الأمة، فإن الزواج عماد الأسرة وبه تنشأ وتتكون، وفي ظله تحبو وتتطور، ومن غذائه الروحي والمادي تنمو وتتهذب.
إن الزواج لا بد أن يقوم على الحب والود والتعاطف والتفاهم والتراحم، فقد شرع الله الزواج ليحقق أهدافا اجتماعية ومعاني مثلى من الاستقرار النفسي، وتربية الأولاد والتعاون المشترك بين الزوجين، ولا بد أن يفهم الزوج أو الزوجة أنه يعيش مع كائن حي له مشاعر ورغبات لا بد أن يحترمها كل طرف منها.